الأربعاء، 30 أبريل 2014

علم النفس - المضارب و سوق الفوركس

علم النفس- المضارب و سوق الفوركس

"اعرف نفسك واعرف عدوك تحقق ألف نصر في ألف معركة"  سون تزو.

%95 من المتداولين و المضاربين المبتدئين  يخسرون اموالهم بانتظام في سوق الفوركس, بالرغم من توفر المراجع و الكتب و دوارات التدريب و انظمة و منصات التداول المتطورة و الاستراتيجيات الكثيرة التي لا تتوقف عن الظهور الواحدة تلو الاخرى مع ذلك التجار يتكبدون الكثير من الخسار, فما السر!!!

هل العيب في هذه الاساليب و التقنيات و الاستراتجيات ام في في المضارب ?
لماذا هذا المضارب يربح و غيره يخسر مع انهما يستخدمان نفس الاساليب ?

المعلوم ان سوق الفوركس لا تؤئر فيها فقط الاخبار و التقارير السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية لكن ايضا و هذا اكثر العوامل المؤثرة في السوق انه العامل النفسي و الطبيعة البشرية التي لا تتغيير.فعند التداول تتولد الاحاسيس العنيفة و الرغبات القوية بصورة كبير و واضحة فالغضب و السخط و الامل و الخوف و الطمع عادة ما تصاحب عملية التداول و تعتبر امرا طبيعيالان المضارب يعقد الكثير من الامال على صفقاته و تحقيق اهدافه, فالمتداول و المضارب يقع ضحية لاحاسيس جارفة عند التقلبات المفاجئة او عندما تكون السوق معاكسة لتوقعاته .

فماهي العوامل النفسية الاكثر تاثيرا في سلوك المضارب ?

الطمع و الجشع

جميعنا يسعى للربح  ونتمنى ان يكون متواصلا و مستمرا, لكن بقدر ما نربح تجدنا لا نكتفي و نريد المزيد ,فلا نكاد نغلق صفقة مربحة الا و نجد احساسا قويا يدفعنا لفتح صفقة جديدة, و صفقة وراء صفقة الى ان ينقلب علينا السوق لكننا نرفض و بعناد غلق صفقاتنا و تقبل بعض الخسائر معتقدين ان السوق سوف يعكس اتجاهه لكنه يستمر عكس توقعاتنا و خسائرنا تتراكم فوق بعضها بعضا.

انه الطمع و الجشع فالمضارب الجشع يريد ان يغتني بين ليلة و ضحاها فهو يضارب تبعا لعواطفه و احساسيه التي تتحكم في سلوكه دون خطة واضحة ودون هدف محدد و الاكثر من ذلك انه لا يعرف الالتزام و ضبط النفس. 

الخوف و الجبن

عندما نبدا كمضاربين في تكبد الخسائر يتولد لدينا الاحساس بالخوف و الهلع فبعضنا يصاب بالعجز و عدم القدرة على التصرف التي كثيرا ما تسببت في افلاس الكثير من المضاربين, اما البعض الاخر ففي تخبط و تصرفات عشوائية لا ضابط لها فتجدهم  يعقدون صفقات متبادلة كثيرة مما يعجل في افلاسهم ايضا و بصورة سريعة.
و في الخير تجد من سيطر عليه الخوف و العجز يجلس متفرجا على احلامه و هي تتلاشى شيئا فشيئا وليس بيده حيلة.

الامال المفرطة و كثرة التوقعات

ان الامل و التمني في تحقيق الارباح و المكاسب هي ايضا احساس قوي يدفعنا كمضاربين لتحقيق المكاسب و الارباح  لانها الهدف الذي يدفع للمضاربة و اقتحام سوق الفوركس, رغم المخاطرة الكثيرة التي تحيط به.
 ان يامل احدهم و يتمنى فليس ذلك عيب لكن العيب حين تطغى الامال على الحسابات و الوقائع لدينا, عندما نغالي بما نملكه من امكانيات و قدرة على فهم السوق و تحليله و هذه الثقة المفرطة بالنفس تتدفعنا للمخاطرة بتجارتنا عندما نعتقد ان تحقيق بعض الارباح يمكن تحويلها الى ارباح ضخمة لكنها وهمية بعيدة المنال.

فاثناء دخولنا السوق يكون لدينا امال عريضة لتحقيق الارباح التي تجبر على الدخول في صفقات, و اثناء تكبد الخسائر تكون الامال معلقة على تغير الوضع الى الاحسن و ان السوق سوف يعكس اتجاه السعر بما يخدمنا لكنه لا يتغير !!!
في البداية عندما نتكبد خسائر بسيطة يكون الامل مبررا لكن عندما نستمر في الخسائر و تبدا الصعوبة في التقييم لكن مع ذلك  الامال لازالت قوي معتقدين ان السوق سيتغير لكنه لا يتغير عندها يحل الاحباط و يتسلل الياس لنفسية المضارب.

ما الحل ? و كيف نتغلب على هذه الدوافع السلبية و نعوض خسائرنا ?

" لكل داء دواء "

الكثير من المضاربين الذي خسروا الكثير من الاموال عادوا الى السوق و لكن هذه المرة اقتحموه وهم مزودين بما يلزم  من الاسلحة , لقد اكتشفوا نقاط ضعفهم و عالجوها لقد عرفوا مكمن الداء. فما الدواء ?

ان معظم قصص النجاح التي يتداولها الناس عن الناجحين في سوق المضاربة و الفوركس لديهم قواسم مشتركة تجمعهم, فقد تعلموا السيطروا على الطمع و الجشع و اتخذوا مبدا الالتزام و ضبط النفس سلوك لهم اصبح لديهم خطة و استراتيجية واضحة يقتفون اثرها و يطبقونها انهم يتخذون قراراتهم بانفسهم و بناءا على خبرتهم .
اما الخوف و الجبن فتغلبوا عليه بالمعرفة و العلم لقد درسوا السوق و فهموا كيف يقتحموه مبداهم “ حركة السوق تحسم كل شيء فلا تعاكسه” “ و اتجه مع حركة السعر” و “التاريخ يكرر نفسه”.
اما الامال المفرطة التي تادي الى التشتت و انعدام التركيز فقد واجهوها بفهم الاستراتيجيات و تحديد الاهداف و التركيز على ما في اليد و الاهتمام بالصفقات التي بين ايديهم.

 ان دراسة السوق و المضاريبين و قدرتنا على تقييم حالاتهم النفسية و سلوكياتهم سوف يعلمنا تجنب الاخطاء, كذلك تقييمنا المستمر لانفسنا يعلمنا معرفة ما لدينا من نقاط قوة و ضعف و قدرتنا على السيطرة على النفس و ضبطها سيساعدنا على تجنب الخسائر, و عندها نتجنب الخسائر ونكون قد بدانا اولى الخطوات في رحلة الالف ميل لجني الارباح.

0 التعليقات:

إرسال تعليق